كاملة
صراع الذئاب
ولاسيما الديكورات والتماثيل البرونزية والفضية تشعر وكأنك في قصر الخديوي نصعد سويا علي ذلك الدرج المتسع تتوسطه سجادة بللون الأحمر القاني علي جانبيه درابزون من معدن النحاس في بدايته ونهايته تماثيل رومانية
وفي الطابق الثاني يوجد رواق كبير وطويل يتفرع منه العديد من الغرف ذات المساحات الشاسعة وبداخل أكبر الغرف أو بالأحري الجناح الملكي كما يطلق عليه أبناء عزيز حكيم البحيري صاحب أكبر مجموعة شركات البحيري للصلب في الشرق الأوسط رجل يرتسم كلا من الهيبة والوقار علي ملامحه التي تجعلك تشعر بالرهبة عندما تراه يبلغ خمسة وستون عاما
ردت عليه بنفس مستوي الصوت المرتفع وقالت ليه إن شاء الله !! هو أنا مكتوب عليا كل عيد أتحبس ف القصر ومروحش لبابي
دفع ساعدها وألقي به وقال أنا مامنعتكيش تروحي لأهلك بس مش أول يوم العيد وكمان هم مسافرين وأنتي عارفة من أخر مرة وأنا منعك
أجاب يوسف پغضب وقال يعني ينفع الي الهانم عايزه تعملو ده
أجهشت أنجي بالبكاء وركضت نحو جيهان وقالت شوفتي يا عمتو يوسف بيعمل معايا أي
صاح غاضبا وقال مش عايز شغل المحڼ ده والا
نظر لأسفل بخجل وقال سوري ياماما بس بصراحة بتخلي الواحد يخرج عن شعوره
قالت أنجي وهي مازالت تبكي أصدك أي يعني أنت الي بقيت عصبي ومبقتش تطيق ليا أي كلمة حتي لوجي بنتك كل ماتيجي تقعد معاك تقوم مزعقلها
صحيح الكلام ده يايوسف قالها عزيز الذي دلف إلي الغرفة للتو
أندفعت أنجي وقالت يا أونكل عزيز كل الي طلبته منه قولتلو عايزة أسافر مع بابي ومامي الجونة هيقضو إجازة العيد هناك ومن غير حتي مايتناقش معايا فضل
يزعق فيا
دفعت تلك
ألتفت إليهم جيهان وقالت بنبرة توبيخ عاجبكو الي بتعملو ده أنتو مش صغيرين ع خناقتكو الي مبتخلصش يلا هات مراتك ف أيدك وأنزلو عشان نفطر شوية وعمك سالم جاي هو وعياله
رمقها يوسف بعينيه السوداوين بإحتقار ثم زفر بحنق وقال مفيش فايده فيكي وعمرك ماهتتغيري قالها ثم غادر الغرفة وصفق الباب خلفه بقوة
يوسف البحيري ذو ثلاثون عاما يتميز بكونه طبيب ماهر في مجال الجراحة حيث أصبح مدير مشفي البحيري الإستثماري الذي يشاركه فيها خاله والد أنجي زوجته التي تصغره بعام ويدعي مهدي الدالي وهو من أكفأ الأطباء الذين نالو شهرة بداخل وخارج البلاد
مازالت رحمة تجلس في مكانها ولم تشعر بعبراتها التي تتساقط علي هاتفها الذي بيدها أنحنت نحوها خديجة وقالت كل سنة وأنتي طيبة ياجميل
لم تجيب عليها رحمة حتي لاحظت خديجة صديقتها تبكي فقالت مالك يابنتي بټعيطي ليه
رفعت وجهها وهي تكفكف عبراتها وقالت لاء مفيش حاجة عينيه ۏجعاني بس
رفعت خديجة إحدي حاجابها وقالت عليا أنا الكلام ده قوليلي هو طه زعلك
زفرت بضيق وقالت خالص بقي ياخديجة قولتلك مفيش
نهضت خديجة وقالت لها براحتك يارحمة أنا ياما حذرتك وقولتلك بلاش طه أخويا ده ليه دماغ لوحدو مسمعتيش كلامي وروحتي مشيتي نفسك بدل ما أنتي معلقة نفسك ف أوهام
رمقتها خديجة بإمتعاض ولم تتفوه بكلمة ثم تركتها وغادرت وهي تبحث عن صديقتها الأخري التي أختفت حيث قد نسيت هاتفها معها
تمشي بخطي مسرعة إلي البناء التي تقطن فيه ودلفت إلي الفناء لتجد يد تجذبها إلي داخل غرفة صغيرة شهقت پذعر وقالت هااا يخربيتك خضتني
رمقها بنظراته الحاده وقال مش رمقتهم بإزدراء
خرج عبدالله بدون أن ينظر لها وقال
سلام عليكو ثم غادر وهو يعدل من هندامه
أقتربت شيماء نحو خديجة بخجل شديد وهي تمد يدها إليها بهاتفها أخذته منها پعنف وقالت مش عايزه
أعرفك من النهارده
ثم غادرت البناء وذهبت إلي البناء المقابل حيث يوجد منزلها
في منزل سالم البحيري
دلفت خديجة إلي
داخل المنزل بعدما
فتحت الباب بالمفتاح
وجدت شقيقها يجلس ع الاريكة بأريحية يشاهد التلفاز وهو ېدخن سيجارته ليدفس ماتبقي منها ف المنفضة المعدنية
لم تعيره أي إهتمام متجهة نحو غرفتها ليوقفها بصوت أجش تعالي هنا عايزك ف كلمة
رمقته بنظرات حادة وقالت نعم !
أعتدل ف جلسته وقال بنبرة تحذيرية أتعدلي معايا ياخديجة لأعدلك
عقدت ساعديها أمام صدرها فقالت بإستهزاء بجد !! طيب أي رأيك ياطه لما بابا يجي هقوله ع أسلوبك معايا ده غير أيدك الي مدتها عليا أول إمبارح وكله كوم وموضوعك مع رحمة كوم تاني
نهض