من 1 الي 18
العواطف. تقهر العواصف
انت في الصفحة 1 من 28 صفحات
الحلقة الأولي
العواطف تقهر العواصف
بقلم نورا محمد علي
كانت تسير بثقة غافلة أو متغافلة عن نظرات الإعجاب و الاستغراب في نفس الوقت
تحمل اجلاسية للكتب تضع به متعلقاتها من كارنية الجامعة و بعض دفاتر المحاضرات و الاقلام و النقود و ليس حقبة أنثوية كغيرها من البنات ف هي ليست كغيرها
اخذت جدول محاضرتها دون أن تسمح لأحد بالكلام معها و اتجهت لتحضير اول محاضرة
نهال انتقلت من قريتها الصغيرة لتتعلم في جامعة القاهرة حيث أرسلها التنسيق الجامعي و اليوم هو الأول في كلية الهندسة قسم ميكانيكا
أوقفت أحدهم تسأله عن مكان قاعات التدريب
نهال هو في كام صالة لتدريبات هنا
هاني في قاعة او الصالة زي ما بتقولي لتدريبات المسرح والتمثيل مثلا وكمان العزف والغناء وفي الصحافة ولا انت عاوزة ايه بالظبط
هاني نظر لها مقيما و عقله يقول والله دكر بس صارووووخ
نهال ايه رحت فين
هاني أشار لها على المكان و قال هناك
نهال أشكرك
هاني العفو يا
لكنها تركته لتذهب
ام هو ذهب الي أصدقائه فقال أحدهم
محمود ايه من الأرياف يتاكل حاف
هاني يا راجل قول وغير
محمود جامدة بنت الاية! مقولتش اسمها ايه
هاني معرفش!
محمود رفع حاجبه امال بترغي معها كل ده في ايه دا انت مش بتعتق
عبدالله ههههه تصدق الواد دا عامل زي المنشار نازل واكل طالع واكل مفيش واحدة تعجبه و تطلع من تحت ايده
هاني هو انا هعرف اطلع بحاجة السنة دي من الأر ده
محمود قال يعني بيحوق فيك كانت عاوزة ايه
هاني تعرف مكان قاعات التدريب
عبدالله تمثيل اشطا!
هاني مصارعة و كاراتيه و تايكوندو و كل الحاجات اللي فيها ضړب وعڼف
محمود ايه
عبدالله اقفل بقك لحاجة تدخل كده ولا كده
أما هي كانت تسير بثقة هي تلك الطفلة التي كانت لا ترتدي سوى فساتين الاميرات
و بين يوم و ليلة ماټ الاخ وهو طفل صغير كان يكبرها بسنتين
وقتها وجدت كسرة والدها كانت تظنها نفس الكسرة التي تشعر بها امها لكنه اتضح انه حزنه مختلف فهو ليس لأن ابنه ماټ فقط بل لان من ماټ هو الولد الذي سيحمل الاسم و يكمل النسل
أجل هي بنت البيئة الريفية من أحد القرى المصرية التي يقدس فيها الولد الذكر وقتها سمعت جدتها لوالدها تقول وهي تندب حظ أبنها
الجدة يا قليل الذكرى يا ابني
نظرت لها الام باستنكار ماذا عليها أن تفعل لترضي حماتها هل هي من قټلت ابنها إنها كأي أم ماټ وليدها ملكومة حزينة لكنها لم ترد حتى بدأت الجدة تكررها كل ما رأت أبنها
بعد فترة وجدت نهال نفسها ترفض ان ترتدي أثواب البنات و هي الجميلة بكل تفاصيلها حتي انها و هي طفلة مسكت المقص لتقصي شعرها وقتها صړخت امها عليها ليه
نهال من النهاردة هكون ولد
صدمت الام
نهال انا بتدرب مع بابا في القاعة زي نجم الله يرحمه
نسيت ان اخبركم أن الاب مدرب لفنون القتال يمتلك أكاديمية للذكور لكن ابنته أول من شذ عن القاعدة فهي اول انثى تدخل إلى قاعته لتدرب وقفت أمامه ترتدي بدلة الكاراتيه البيضاء الناصعة الخاصة باخوها نجم
الذي كان يشبهها إلى حد كبير وقتها نظر لها الأب پصدمة
نهال اعتبرني هو انا من النهاردة بنتك لا انا ابنك انا رجلك انا من دلوقتي هأدرب معاك هنا و في يوم هتقول انا دربت راجل مش بنت
كانت طفلة في الثامنة من عمرها فقط و لكنها الظروف من غيرتها من جعلتها تكبر قبل أوانها
تذكرت كيف الحت و رغم كل ما كان
هي لن تنسي نظرت الرفض في عين جدتها التي كانت تردد الكلمات القاسېة عليها في أغلب الأوقات
الجدة قال يعني لما تلبس لبس الولاد هتبقى راجل
مصمصة شفتيها و هي تنظر لزوجة أبنها
يا قليل الذكرى يا ابني
نقضت أفكارها رجعت من تدفق الذكريات الحزينة علي خلايا عقلها طرقت الباب و دخلت الي القاعة دون أن تنتظر رد فهي ليست المرة الأولي التي