كاملة
رواية امل كاملة
انت في الصفحة 1 من 175 صفحات
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
الفصل الأول
منزل كبير العائلة بل والبلدة بأكملها حيث يقع وسط مساحة شاسعة في الأرض التي استصلحها الجد الأكبر عبد القادر الدهشان منجبا ثلاث أبناء يامن وسعيد وكامل ليسيروا على نفس نهج والدهم باستصلاح المزيد والمزيد حتى توسعت أملاكهم وصار لكل واحد منهم منزل مستقل وسط الأراضي الممتدة على مرمى البصر
ورث المسؤلية من بعدها لأكبر أحفاده غازي الأبن الوحيد لكامل على ثلاث فتيات وذلك بعد أن نصبه الجد لذلك مفضله على باقي أحفاده بل وابناءه ايضا وذلك بفضل شخصيته المميزة بينهم حيث الهيبة المختلطة بخشونته الدهاء المتوارث رغم اندفاعه في بعض الأوقات وذلك لحمائيته الشديدة وطبعه الڼاري والتي لطالما كانت العيب الوحيد به لكنه كان خير راعي للجميع حتى نافس بنفوذه اعضاء السلطة الحكومية كنائب المجلس وعمدة البلدة
بتنوع الاستثمار في عدة مجالات كتصدير الفواكه والخضر وهو ما يجبره أحيانا للسفر والمبيت خارجا كما حدث منذ اسبوع ليعود اليوم
وصل صباحا والساعة لم تتعدى الثمانية بعد دلف من الباب الخارجي حيث الفناء الواسع ينقسم إلى جانبين أحدهما للحديقة والاخر كمجلس للرجال والاجتماعات وأشجار المانجو الضخمة ارتصت على طول السور الخارجي
تسبح وردها اليومي في دفء خيوط الشمس الوليدة والتي تسللت من بين الفتحات العليا للسقف الخشبي بخجل عينيها على أقراص الخبز التي ترصها الفتيات الخادمات مع حفيدتها روح التي تشرف عليهن ليضعنه في الجزء المشمس من الأرض بالقرب من السور حتى يتخمر قبل أن يتم خبزه في الأفران الصناعية الحديثة
بسم الله ما شاء الله صباح الرغفان الزين على زينة البنات
شهقت روح في البداية مجفلة بحضوره قبل أن تستدرك سريعا لترد التحية بابتسامة اشرقت بوجهها الصبوح
صباح الهنا والنور حمد الله ع السلامة يا سيد الناس يا كبير البلد كلها
اقترب ليضع حانية على جبهتها وخدها الأيمن قبل أن يأخذ دوره مع جدته فاطمة ليتناول كف يدها المجعدة يضع ة إجلال على ظهرها متابعا وصلة الغزل
ضحكت برنة تدغدغ الأسماع بجمالها لتضع كف يدها الأخرى على وجنته مرددة بمزاح
اللي يسمعك وانت هتهزر كدة وتضحك يجول دا واحد تاني مش غازي الدهشان اللي يتهز له بلاد
اعتدل بوضعه ليجاورها الجلوس على كنبتها ثم لف ذراعه على كتفيها قائلا
لهو انا ههزر مع كل الناس ولا أي حد يستاهل غيرك يا ست ابوها انتي
كفياك يا واد كامل محدش كان يناديني بالأسم ده غير جوزي الله يرحمه وانت مش جوزي
وه
تفوه بها مدعي الصدمة حتى تدخلت شقيقته التي انضمت على الكنبة المقابلة
شكلك واصل مزاجك رايج ربنا يحلي دنياتك دايما يارب
ردد خلفها مؤمما ليردف بعدها بتساؤل وعينيه تجول في المحيط حولهن
امين وانتي كمان يا جلب اخوكي هي البت دي راحت فين مش شايفها يعني
طالعته شقيقته بتوتر وقد فهمت مقصده فلم تجب وادعت الحديث مع إحدى الخادمات تشير بيدها
فهيمة حولي الرغيفين دول من مكانهم لتحت الشجرة الشمس نازلة زين هناك
اذعنت الفتاة تنفذ مطلبها أما هو فعاد بتساؤله مرة أخرى
خبر ايه بسألكم ع البت فتنة فينها
هذه المرة تولت فاطمة مهمة الرد عنها بلهجة حادة
مرتك منزلتش من الدور التاني اساسا لساتها نايمة
انتفض ينقل بأعين مشټعلة نحو أقراص الخبز وشقيقته ليردف بتساؤل
يعني إيه ومين بجى اللي عجن وجطع العيش ده الشغالين!
نفت على الفور شقيقته لعلمها التام بطبع شقيقها الشديد في هذا الأمر
ابدا والله دا انا اللي عجنتهم وجطعتهم بيدي ما انا عارفاك يا حبيبي الحتة دي بالذات ما بتفوتش فيها
ضيق عينيه ليردد خلفها باستهجان اختلط بلهجة خطړة
يعني انتي يا روح جومتي من على
وش الفجر عجنتي وجطعتي والسنيورة المجلعة لسة متهزش بيها السرير فوج
طالعته بنظرة ساهمة ووجه مخطۏف لتجيبه بتبرير خشية على ابنة عمها
انا اللي جومت بدري ومصحتهاش يعني ليها عذرها برضوا تلاجيها تعبت مع البنات
قطعت مجفلة من هيئته المتحفزة وقد باغتها بأن نهض فجأة عن مقعده بجوار جدته والتي وجه لها الحديث
يعجبك كدة يا ست الدار فين هيبتك في غيبتي يا حجة فاطمة كيف متشديش على الحال المايل
طالعته بنظرة غامضة تتلاعب في مسبحتها قليلا قبل أن تجيبه بكلمات محددة في الصميم
واشد انا ليه
وكبير البلد كلها في البيت موجود واللي متعملش حساب للسبع في غيابه جبل حضوره إيه فايدة انها تعمل حساب